سكوب» الجديد

سكوب» الجديد

جهد تلفزيون «الجديد» في مواكبة الحدث الفني مذ أضاف الفقرة الفنية الى نشرة الأخبار المسائية، سعياً إلى التنويع، إلا أن معظم أخباره المتعلقة بهذا العالم يطغى عليها اللون الغربي ونجوم هوليوود، مع حيز بسيط لنجوم العالم العربي، ربما لتزامن إطلاق هذه الفقرة مع فترة ركود فنية من جراء الحوادث العاصفة بالدول العربية.
في خضم المنافسة بين الفنانين يلعب الإعلام دوراً يتأرجح بين الإيجابية والسلبية، ويمكن أن يثيرخبر تنقصه العناصر المهنية ضجة تؤثر على نجومية فنان ما، ذلك أن قلة تنتظر لتتأكد من صدقيته، والى أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود يكون الخبر انتشر كالنار في الهشيم وأطلق التأويلات المجمّلة للقبح والمقبّحة ما هو جميل.
لفتني تقرير الزميلة دلال بزي على شاشة «الجديد» وحللت فيه معتقدات الفنان ملحم زين الدينية وميوله الملتزمة ونبرة صوته حين تقارب واقعة كربلاء، فليس لأنه «سكوب»، على ما أشار مقدم الفقرة الفنية شادي خليفة ستضج به الأوساط الإعلامية التي تهتم بأخبار الفنانين، بل لأنه وضع وزميلته في الاستوديو داليا أحمد المشاهدين في جو بوليسي قبل عرض التقرير واستفاضا في دردشتهما وبالغا في الإشارة الى أنهم سبّاقون إلى ما سيعلنون عنه، بطريقة قاربت العرض المسرحي! وبعد التقرير أصرّ خليفة على تأكيد معلوماته بالإشارة الى «براهين دامغة» كالاتصال الذي تم بين زين وباسم الكربلائي، متناسياً أن أمراً مماثلاً لا يعدّ جزماً وقد يكون مجرد تواصل عادي بين شخصين متعارفين. والبرهان الثاني التسجيل الذي عرضه التقرير وليس اكتشافاً فهو موجود في متناول الناس منذ زمن. أضف الى ذلك أن تحليل بزي حول تقارب لحن أغنية «غيبي يا شمس غيبي» مع ألحان الندبيات مما يؤكد الميول الدينية الملتزمة لزين، أمر غير منطقي، فهذا النمط الغنائي تراث معروف منذ عقود في منطقة البقاع ولو فكرت زميلتنا قليلاً لأمكنها زيارة قرى المنطقة وحضور أعراسها لتسمع كمّاً هائلاً من هذه الأغاني بأصوات رائعة اختار أصحابها البقاء خارج دائرة الضوء، وهؤلاء أيضاً يحيون أيام عشوراء! فالصوت الجميل المفعم بالحنان يمكن لصاحبه تطويعه في الحزن كما في الفرح.
يستلزم العمل الاعلامي بحثاً ورؤية تحليلية وتأكيدات واقعية لكن زملاءنا في «الجديد» تناسوا البرهان المنطقي الوحيد وهو الرد الحاسم من زين أو مصادره على الطرح برمتّه، وعلى الأغلب فإن زين الموجود خارج لبنان حالياً لن يكلف نفسه عناء الرد، فالأمر لا يستحق.
عبير حمدان
جريدة البناء-لبنان